الفلم الألماني المترجم Faust 2011


المشكلة في فيلم (فاوست) مزعج جدا في السرد, و مشتت لا يروي الحكاية بشكل مشوق ناهيك انه لم يستخلص مغزى قصة فاوست حتى و لو برؤية اخرى, بل يحوي مشاهد غير ضرورية لا طائل منها. على اليقين بإن السينمائي الكسندر سوكوروف لا يعرف بماذا يفصح بمضامين مسرحية فاوست, لم يتعامل مع اقتباس من العمل الادبي الواحد بل مزجَ  اصعب روائع الادب الالماني, بعنوان فاوست, مسرحية مأساوية من تأليف فولفغانغ فون غوته مع رواية اخرى بعنوان الدكتور فاوست, مما سبب في ضياع السياق بإكمله. مسرحية فاوست كفيلة بحد ذاتها للتحويلها إلى العمل السينمائي,  فالفيلم من أساسه مبني على الخطأ حينما جمع ادبين مختلفين في فيلم واحد لا صلة بينهما لاسيما إن لرواية وجهة نظر مغايرة.
في هذا النسخة (2011) يقدم تفسير لمسرحية فولفغانغ بشكل حر. هاينريش فاوست, ليس بطبيب عادي إنما يسعى إلى اكتشاف إصل الروح وفهم الحياة من خلال تشريح الجثث. حينما وجد ذلك من المستحيلات, غمره اليأس فلجأ إلى قراءة الكتب وظل يتردد مع نفسه عبارة (في بدء كانت كلمة), في احدى جولاته يلتقي بشخص مسخ مرابي, نقلا عن شخصية ميفيستو.
محور مسرحية فاوست في الصراع الاخلاقي. يدور حول رهان ميفيستو (أحد الشياطين السبعة الرئيسيين) متحديا مع الملائكة في إفساد روح الإنسان الصالح متغلغلاً في عروقه لينسى كل شيء رباني, فإذا انتصر سوف يحكم الشيطان العالم.  ثم يقوم ميفيستو بنشر الطاعون في القرية حيث يعيش خيمائي مسن يدعى فاوست (إنسان صالح مفضل لدى الله يسعى لمعرفة كل ما يمكن معرفته), الذي يحاول إيقاف المرض والجوع يجتاحان في القرية, من شدة اليأس يحرق كل كتب الكيمياء وحتى الكتاب المقدس, ثم يقع نظره على كتاب فيطالعه كيفية الحصول على قوة ومجد من خلال الميثاق مع الشيطان. فاوست في اشد حالات اليأس لم يكتفي بالعلوم و اللاهوت, بل سعى إلى امور سحر وشعوذة من اجل معرفة غير محدودة, يلتقي فاوس بمفيستو وحصلت مساومة بينهما, يستطيع فاوست الحصول على خدمات ميفيستو إلى ينفذ وقت الساعة الرملية, ثم يستخدم فاوست قوته الجديدة لمساعدة اهالي القرية لكن ينفرون منه حينما لاحظوا انه لا يستطيع النظر إلى الصليب.
هناك نسخة قديمة بعنوان فاوست (1926) من إخراج (اف. دبيلو. مورناو), استطاع معالجة اقتباس المسرحية بلا تحريف وتحويلها إلى تحفة سينمائية. 
Similar Videos

0 comentar_1: